قد واجهت البلاغة شأن سائر العلوم فی العصر الحدیث، تطورات و تغییرات کثیرة، و درسها الباحثون و حاولوا عرض مباحث جدیدة فی البلاغة العربیة أو عرض مباحث بلاغیة فی ثوب جدید. ففی هذا المسمار، ظهرت نظریة «بلاغة الحجاج» ضمن تیار حدیث فی اللسانیات الذی لا یعتبر وظیفة اللغة الأساسیة الوظیفة الإخباریة حتی قیل: لاتواصل باللسان بغیر الحجاج و لا حجاج بغیر تواصل باللسان، و بذلک وسعت نظریة بلاغة الحجاج. بمحالاته الشاسعة کثیراً من المباحث البلاغیة و هی تهدف إلی الدراسة التقنیات الخطابیة التی تسعی إلی إثارة النفوس و کسب العقول عبر عرض الحجاج. هذه المقالة باتباع المنهج المتکامل لاسیما التحلیلی منه، تجری تطبیق نظریة البلاغة الحجاج، علی خطبة الغدیر، آخر ما القاه لسان النبی(ص) کطریق السعادة للبشر إلی یوم القیامة، و تبین مدی مطابقة الخطبة و معاییر جمالیة فی نظریة بلاغة الحجاج؛ فمن اهم نتائج البحث التی تدل علی هذه المطابقة أن الروابط الحجاجیة فی اللسان الحجاجی للخطبة- و هو من آلیات شبه المنطقیة- نهضت بدورها تامة فی أحسن صورها کما جاءت فی الخطبة من آلیات الحجاج ألفاظ التعلیل و اسما الفاعل و المفعول و أفعال لغویة و صیغ شرطیة فی غایة الاحکام أما الآلیات البلاغیة فأبرزها السجع و الجناس و الطباق لها دور ملحوظ فی الإقناع.

کلمات کلیدی