کان للتطورات التی مرّت على العراق و الاوطان العربیة أثرها الواضح فی الشعر؛ فالشعراء لم یکونوا بمعزلٍ عن تلک الاحداث، لأنهم جزء من هذه الشعوب التی کانت ینتظر منهم ـ بوصفهم لسان حال شعبهم ـ التعبیرَعن الحالة القائمة. و بما أنّ الأدب لایتوقّف موضوعه عند حدّ واحد أو فی دراسة أعمال شاعر واحد من الوطن العربی، فالدارسون و طلّاب العلم بحاجة ماسّة إلی دراسة جدیدة فی أعمال الشعراء غیر مشهورین و منهم الشاعر العراقیّ المعاصر، مصطفى جمال الدین بتحکیم النظرة العلمیّة و بما ییسر وجوه الانتفاع به و سبل الاستفادة منه. فالشاعر مصطفى جمال الدین یعدُّ فی طلیعة الشعراء العرب المعاصرین و بالأخص العراق و یکون من الشعراء المبرزین فی میدان الشعر الوطنی و القومی و الانسانی. فقراءة نتاج شعر مصطفى جمال الدین توصلنا إلى أن الواقع بتجلیاته المختلفة، قد أثرَّ فی الشاعر، حتى بدا خصیصة تمیّز بها شعره. لذا هذه المقالة تتمحور باعتمادها على المنهج الوصفی و التحلیلی، تسلیط الضوء على بعض مظاهر الواقع السیاسی الذی أخذ حیزا مهما و فاعلا من تجربة الشاعر و اتخذ الواقع السیاسی لدى الشاعر مسلکین رئیسین هما :الواقع السیاسی العراقی و الواقع السیاسی العربی.

کلمات کلیدی