تتناول هذه الدراسة الأدب الوصفیّ الحِکَمیّ والتسجیلیّ و البیانیّ المفاهیمیّ فی نهج البلاغة . ویستبین شأنها من مبدعها الذی صرّح فی کلامٍ له قائلاً: «إنّا لَأُمراءُ الکلام وفینا تنشّبت عروقه، وعلینا تهدّلت غصونه» . و هو الذی قال له النبیّ صلّى الله علیه وآله فی أوّل حدیث له بعد هبوط الوحی: «إنّک تسمع ما أسمع وترى ما أرى» . وحسبُ الدراسة آیةً بیّنةً على عظمة المُنشئ وسموّ مقامه. وکذلک على حظّ الموسومین فی الأقسام المذکورة من الأدب الوصفیّ وغیرها . وأُسلوب الإمام علیه السلام فی وصف الأشخاص والأشیاء هو الأسلوب الوصفیّ الحقّ حقّاً. وهو عنصر مهمّ من عناصر النظرة التقویمیّة فی الحیاة، التی تدلّ على اهتمام خاصّ بما یجری، وعلى تفاعل مؤثّر تستقیم به الحیاة. وهذا الأُسلوب الوصفیّ فی النهج لیس لذاته ولا للاحتراف ولا للمتعة الشخصیّة أو الترف الأدبیّ، بل هو أُسلوب رسالیّ هادف معطاء لخدمة الدین والعلم والأمّة والقیم السلیمة. والجدید فی هذه الدراسة هو بیان رسالیّة الأسلوب الوصفیّ وصدقه بعد کشفه واستنباطه من کلام الإمام علیه السلام وبلورته وعرضه کفنّ مستقلّ من فنون الأدب. والهدف منه هو الکشف عن الأشیاء وإبانته لها، وتفعیل القدرة على التعبیر والتحلیل، والتنبیه على ضرورة حمل الرؤیة التقویمیّة للحکم على الأشیاء ، والتفاعل مع مجریات الأُمور تفاعلاً إیجابیّاً نافعاً. وحریّ بالذکر أنّ هذه الدراسة مواصلة لدراسة قبلها تناولت الوصف التعلیمیّ فی نهج البلاغة ، ونشرت فی مجلّة الکلیّة الإسلامیّة الجامعة. فهذه الدراسة هی الحلقة الثانیة فی الأدب الوصفیّ.

کلمات کلیدی