إنّ ظاهرة الخَلقِ و الموت والإنبعاث قد لفتت نظر الإنسان مُنذُ قدیم الزمن و بما أنّ أساطیر الموت تُعَدّ عنصراً بِنیَویّاً فی الآداب العالمیة یُعتَبَر الموت والعالم السُّفلیّ مِن أهمّ الظَّواهر الجدیرة بالاهتمام فی حیاة الإنسان. فمما یشیر الی ضرورة هذا الإنجاز عدم وجود دراسة مستفیضة مقارَنة تعالج أساطیر الموت والعالم السفلیّ فی هذین الأدبین ،فضلا عن ذلک تتمثّل ثقافة کل أمّة فی أساطیرها فاستهدف الباحثون فی هذا البحث ،تَسلیطَ الضَّوء علی أساطیر الموت والعالم السفلیّ بشکلٍ مُقارَن فی المنطقة المقصودة فمن أهمّ المحاور التی نرکّز علی دراستها هی: العالم السّفلیّ و الإعتقاد به وعناصره الأصلیة، آلهة العالم السفلیّ وحقیقتها الوجودیة، و وجوه المشابَهَة و المفارَقَة بین نصوص الحَضارَتَین الأسطوریة. فعکفنا علی الکشف من أهم أساطیر الموت والعالم السفلیّ الموجودة فی الأدبین الفارسیّ والعربیّ و تطرقنا إلیها فی ضوء منهج النقد الأسطوری و وفق المدرسة الفرنسیة من الأدب المقارن. تَدُلُّ النتائج الحاصلة عن هذا البحث علی أنّ مُفَکِّری ایران و بلاد ما بین النهرین، تأثروا بعضُهم بالبعض فیما یختصّ بالخطوط العریضة للأساطیر المتعلقة بالعالم السفلیّ والمَوتی وأصوله الأصلیة فی المفردات و المفاهیم والعناصر اللغویة و الرموز و فی کیفیة الإعتقاد بالحیاة ما بعد الموت و إن هناک مفارقة کبیرة بینهما بعض الأحیان حیث تأمل بها الأساطیر الإیرانیة و تعتبرها مواصلة الحیاة لکن ینکمش هذا الأمل فی أساطیر بلاد ما بین النهرین.

کلمات کلیدی