إن الأنسنة هی فن یقوم فیه الأدیب بإحیاء الأشیاء التی تدور حوله ویمنحها سَات الإنسان سواء کان ذلک علی المستوی الشکلی أو النفسی وهو ینقسم إلی أربعة أنواع أنسنة جماد ونبات وحیوان ومعنویات وقد تفنن یحیی السماوی فی فن الأنسنة فاستخدم هذا الفن فی وصف لمختلف ظواهر الجماد والنبات والحیوان والمعنویات نظرا إلی أهِیة الموضوع سعینا عب المنهج الوصفی التحلیلی أن ندرس هذه الظاهرة فی شعره، وقد تبین لنا أن الشاعر أکثر من أنسنة الجماد فقام بَنسنة العدید من مظاهر الطبیعة الجامدة من مثل الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر والظلام والدروب والسماء وقد أضاف لها سَات الجود والجمال والحسن.کما کانت النبات من أبرز محاور الأنسنة، فقام الشاعر بعملیة أنسنتها ومنحها سَات الإنسان ومن أبرز مظاهرها النخل، الوردة، النعناع، الربیع، الزهر، السنابل، الأشجار، الغصن، الأعشاب، فقد وهب کل هذه النباتات حیاة وحیویة وأظهرها بهیئة الإنسان وکان الدافع وراء ذلک هو انغماس الشاعر فی الطبیعة من جانب وشعوره الرهیف فضلا عن ما تحمله هذه النباتات من دلالة کالازدهار والصمود والحیاة والعطاء والجمال. کما أن السماوی تأثر بمشاهد الحیوانات فقام بَنسنتها ووهبها سَات الإنسان الحی فکان تتحدث وتری وتنظر وتستمع وتشعر وکأنها إنسان حقیقی وقد رفعت أشعار السماوی هذه مکانة الحیوان إلی مصاف الإنسان وبعد أن شارکها مشاعره وأحاسیسه وکان الغرض من کل عملیات الأنسنة هو البوح عن مشاعره الشخصیة وأحاسیسه عب صور الحیوانات. ومن أبرز الحیوانات التی قام الشاعر بَنسنتها هی النحل، الهدهد، الحمامة، العصفور، الفراشة، الطیور. فضلا عن الأنواع الثلاثة السابقة نری الشاعر یکثر من الأنسنة المعنویة وهی الأمور التی لا تحس ولا وجود لها، بل هی من صناعة العقل الإنسانی ومن أبرز ما قام الشاعر بَنسنته: العشق، الهدی، الصمت، الحزن، الشباب العشق، السنین، الهوی، الکری،الآمال، النهار، السؤال،

کلمات کلیدی