لقد حرص کتاب الله العزیز فی عدة مواضع على التنبیه إلى عنصر الجمال والذی أودعه الله تعالى فی کل ما خلق فهو القائل: (صنع الله الذی اتقن کل شیء انه خبیر بما تفعلون)(النمل/ الآیة88)، إلى جانب الفائدة فیها، کأنه یرید إثارة إنتباه عباده المؤمنین إلى إن تعاملهم مع ما حولهم لا ینبغی أن یظل محصورا فی نطاق العلاقة الوظیفیة الالیة، بل علیهم أن ینتبهوا أیضا إلى البعد الجمالی فی تلک العلاقة، لأن الله جلّ وعلا قد شرع للإنسان إلى جانب المنفعة التمتع بالجمال أو الزینة، وهو الوصف الذی یجسد الجمال فی النص القرآنی المقدس. یحاول البحث دراسة جمالیة لشبه الجملة فی سورة الکهف مستخدماً المنهج الوصفی- التحلیلی. أما فیما یخص بحثی هذا «جمالیة شبه الجملة فی سورة الکهف»، فقد تناول الکثیر من الباحثین مواضع عدة فی شبه الجملة والوظائف الدلالیة التی تؤدیها فی النص القرآنی، الا إنی وجدت هذه الوظائف إضافة إلى الدلالات التی تؤدیها من ناحیة الموقع الاعرابی، وإفادة المعنى، وتعلقها، وتعددها فی النص الواحد، جمالیة خلابة وبالأخص من حیث تعددها فی النص القرآنی الواحد، وتعلقها أیضا، فإننا حین نقرأ النص القرآنی الذی تتعدد فیه أشباه الجمل نحس إحساسا واضحا بتلک الجمالیة التی یؤدیها هذا التعدّد إضافة إلى التعلق وبقیة دلالاتها. وهناک جمالیة أخرى تفرد بها القرآن الکریم فی إستعماله للصور والأسالیب الفنیة المتنوعة تتجلى فی تلوین النص القرآنی.

کلمات کلیدی