الملخَّص إذا کان موضوع الخطاب السیاسی فی العصر الحدیث والمعاصر قد شکّل محور اهتمام الباحثین والدارسین والمهتمین من جانب المجتمع بمختلف أصنافه وانتماءاته، فإن مقاربته لسانیا أصبحت ضرورة ملحة لفهم کیفیة توظیف المؤسسات الدینیة لهذا الموضوع لإثبات صحتها، وتحقیق أهدافها وغایاتها وتأثیرها السیاسی على المجتمع، وفی هذا السیاق، تتناول هذه الدراسة موضوعة الخطاب السیاسی ضمن آلیات اللسانیات التداولیة لیکون مجا لا مه ما فی عملیة التواصل السیاسی العالمی المعاصر من منظور نظریة أفعال الکلام، بتطبیق مفاهیمها الأساسیة فی تحلیل نموذج خطابی یمثل مؤسسة الحوزة الدینیة من وجهة نظر سیاسیة. وقد لجأنا إلى هذه النظریة باعتبارها مدخلا مناسب ا یمَکّن من استیضاح المظاهر التداولیة فی الخطاب السیاسی، وتفسیر بنیاته الصور یّة على أسا س أن الخصائص الدلالیة والتداولیة تحدد الخصائص البنیویة، و من أهم النتائج التی توصل إلیها الباحث هی: أنّ خطاب السید الصدر )قدس سره( موجّه لتحقیق بعد تفاعلی بینه وبین المخاطبین من هذه الأفعال الکلامیة، لأن ما یتلفظ به من کلام یتحول إلى أفعال ذات امتداد وبعد اجتماعی تحمل المخاطب على تقبل هذا الخطاب والوصول إلى نفسه و ذهنه. و قداعتمدنا المنهج الوصفی التحلیلی الاستقرائی لتبیان متطلبات عملیة التواصل بین المتکلم و المخاطّب، لتأویل و توضیح دلالات الألفاظ المستعملة فی الخطاب.

کلمات کلیدی