إنّ علم الرجال قد مرّ فی بلورته وتطوره وتدوینه بمراحل عدیدة، بدایتها مرحلة النشأة والتدوین حتى منتصف القرن الثانی، ولم یُسلط الضوء علیها بشکلٍ مجزٍ وکافٍ، کما سُلط الضوء على ما وصل إلینا من أصول رجالیّة بدعوى عدم الحاجة لذلک، لأنّ ما بأیدینا مغنٍ عنها، ولا توجد ضرورة لبحثها. والواقع أنّ هذا فتح الباب أمام الکثیر من الشبهات والإشکالات، التی وجهت للتراث الروائیّ تارة، وإلى مدرک حجیّة قول الرجالیّ تارة أخرى.وهذا یستدعی غلق الباب أمام هذه التساؤلات والإشکالات والشبهات، وإزاحة الغبار عن هذه الفترة الرمادیّة فی تاریخ علم الرجال، وذلک بإثبات وجود أصول وجذورِ ومؤشرات هذا العلم فی مدرستنا، من زمن النص القرآنی وعصر النبی  والأئمة ، وتعاقب أصحابهم (رضوان الله علیهم) علیه، کابر عن کابر، من خلال النقد للناقلین، وتتبع أحوالهم، وتحدید صفاتهم، وما یتعلق بجرحهم أو تعدیلهم، بشکل مباشر، من خلال استقراء وتحلیل الشواهد والأدلة التی تؤکد وجود جذور رجالیّة موازیة لعصر النص المبارک، والنبی الأعظم والأئمة

کلمات کلیدی