أصبح من المهم فی فهم النصوص الإبداعیة تحلیل عنواناتها نقدیاً، والکشف عن علاقة کل عنوان بنصه الأدبی، وصلته بالعتبات الأخرى التی تشکل مدخلاً لدراسة النص، وکشف أهم مایمیز هذه العناوین وأنواعها ومظاهر تغیرها، فهی تؤدی وظیفة بنائیة؛ عبر دلالة إشارتها إلى النّص فی بعضها أو قد تقوم باختزال فکرته، وتسهم فی تأویله. کان اختیار شعر الشاعر العراقی المعاصر عبد الکریم کاصد مادة البحث، معتمدین المنهج الوصفیَّ التحلیلیَّ فی دراسة أبرز النصوص التی لها صلة وثیقة بعنوان کل مجموعة من مجامیع الشاعر، وکان هدف الدراسة من وراء ذلک هو الکشف عن التغییر الذی لحقه من ناحیة البناء والترکیب والشکل، والوظیفة الدلالیة التی میزته، وارتباطها مع النّص وتأویله، فضلاً عن أهمیته فی الکشف عن تنوع تجربة الشاعر وثقافته، وتأثره بالتراث الأدبی والتاریخی ودور ذلک فی تنوع العنوان وإثراء دلالاته. وتوصل الباحثون إلى جملة من النتائج من أبرزها أن الشاعر عبد الکریم کاصد قدم صوراً جمالیة لتلک المواضیع التی تحدّث عنها فی عنواناته، وقدرة فائقة فی إضفاء لمسة فنیة علیها، وقد طغى استعمال نمط العنوان المفرد المرکب على غیره من الأنماط فی مجامیعه. مؤدیاً وظیفته البنائیة، فکان عنصراً مهماً فی الدلالة والتشکیل الشعری، والانزیاح والإیحاء المتعدد.

کلمات کلیدی