إن الروایة تضم الشخصیة والحدث والفضاء، فالأولى أن تتم دراستها بناء على النظریة السردیة ویرجع الهدف من هذه الدراسة وفق البنیة السردیة هو إضفاء شیء جدید لحقل الدراسات السردیة، وروایة الشوک والقرنفل أرضیة خصبة لتلک الدراسة بصفتها الأبرز لما کُتب وأشد وقعًا وتأثیرًا فی نفس القارئ؛ لأنها تحکی الواقع المریر والظلم للشعب الفلسطینی. ویرجع سبب اختیارنا لهذه الروایة إلى بیان التاریخ المأساوی للقضیة الفلسطینیة، ونعتمد فی هذا المقال على المنهج البنیوی لما تحوی الروایة من نصوص یوجب تفکیکها وتفصیل ما تضم بین سطورها من عناصر سردیة، ومن هذا المنطلق نحاول أن نکشف عن مدی مقدرة السنوار فی توظیف هذه العناصر أداةً للتعبیر عن واقع فلسطین المأساوی. وتوصّل البحث إلى أن السنوار حسن استعمال مکونات البنیة وأجاد توظیف تلک العناصر السردیة، قاصدًا - عبر إمتاع القارئ بالدور الذی تتخذه الشخصیة من ثانوی، وأساسی، الذی لا یمکن حذفها والتنازل عنها بوصفها الشریان النابض للروایة، والعصب الحی للعملیة السردیة برمّتها- أن یسرد فترات من تاریخ المقاومة وکفاح الشعب الفلسطینی للحریّة والتحریر وصمودهم أمام الظلم، وبالتالی أدّی مهمته تجاه أرضه ووطنه.

کلمات کلیدی