للدلالة المجازیة أهمیة بالغة فی تحدید معنى النص الذی وردت فیه وذلک عندما تتضافر مجموعة من القرائن المتصلة فی ضبط تلک الدلالة فیتعدد المعنى حسب ما یقتضیه السیاق ومنه فهم النص. یرى اللغویون أن لکلّ لفظ من الألفاظ دلالة (مرکزیة)، وهی القدر المشترک من المعنى الذی یتفق حوله جمیع الناس، والذی یسجل فی المعجم فیطلق علیه المعنى المعجمی، وله بجانب ذلک دلالة أو دلالات هامشیة، وتلک الدلالات تختلف باختلاف الأفراد والثقافات والعصور، والدلالة المجازیة ـ عندهم ـ هی استعمال دلالاتها الهامشیة. والمجاز یعد وسیلة فنیة لإثراء الدلالة وتحقیق القوة التعبیریة على مستوى الترکیب وهو من أحسن الوسائل البیانیة التی تهدی إلیها الطبیعة لإیضاح المعنى ولما فیه من الدقة فی التعبیر، فیحصل للنفس به سرور وأریحیة. والأدیب یستخدم الدلالات المجازیة لیعبر عن الألفاظ. یستهدف هذا البحث دراسة الدلالة المجازیة فی آراء السید محمد باقر الصدر (ره) من خلال آثاره. تکمن أهمیة البحث فی رؤیة السید محمد باقر الصدر (ره) للدلالة المجازیة وآراء بعض العلماء. ویعالج البحث علاقة علم الأصول بعلم اللغة ورأی الشهید الصدر عن الحقیقة والمجاز حیث اعتمد البحث على المنهج الوصفی التحلیلی. تشیر النتیجة إلى أنّ فی بحث (المجاز) ناقش الصدر رأی السکاکی فوجّه نقده إلى الفکرة الأساس فی ذلک الرأی وهی فکرة (الادعاء) محاولاً تفنیدها من خلال افتراضه مرجعین إثنین تحتملهما فکرة (الادعاء) عند السکاکی، استعرضهما الصدر ثم بیّن نقاط الضعف والخطأ فیهما لیخرج-بالنتیجة- إلى إنکار مدعى السکاکی وفکرته فی المجاز التی بیّنت الدراسة بأنه بناها على أفکار السابقین له من أئمة البلاغة- وبالخصوص- الإمام الجرجانی. وبّینت الدراسة رأی الصدر فی تفسیر منشأ الدلالة المجازیة، إذ یرى أن اللفظ یکتسب صلاحیة الدلالة على المعنیین (الحقیقی والمجازی) من أوّل وضعه، إلا أن دلالته على المجاز تکون بدرجة أقلّ وأضعف من دلالته على المعنى الحقیقی؛ لأن المدلول المجازی ناشیء من مجموع اقترانین (إقتران باللفظ واقتران بالمعنى الحقیقی)، فضلاً عن حاجة المجاز إلى القرینة الصارفة، تلک القرینة التی یبحث فی مزایاها وإبراز وظائفها.

کلمات کلیدی