تحاول هذه الدارسة أن تنتقل بالمفهوم من فلسفة النص الواحد إلى فلسفة المجاوارت)العتبات النصیة(وهی بذلک تکشف عمّا تضمنه الاشتغال النقدیّ عند الدکتور رحمن غرکان فی سلسلة \\\\\\\\\\\\\\\"نقد الشعر الآن\\\\\\\\\\\\\\\" وهو یعید هندسة الکتابة النقدیة بالاعتماد على بلاغة الفضاء النصی القائم على التعدد لا الوحدة، لذا فهو ینفتح على العتبات النصیة؛ وتقصی ملامحها الفنیة، انطلاقاً من کونها خطاباً یجمع إلى جانب محتواه الجمالیّ ونسقه الاستعاری أنساقا وممارسات نصیة کانت تعـد سابقاً وضعیات هامشیة وثانویة، إلا أنها أصبحت نصوصاً مصاحبة لا یمکن الاستغناء عنها أو تجاهل أهمیتها فی صیاغة الإطار الشعریّ العام للقصیدة العربیّة المعاصرة، التی أضحت لاتکتمل من دون عتباتها النصیة، حیث تمنحها إمکانات شعریة وفنیة جدیدة، تقوم على المزج بین الممارسة الإبداعیة المتعلقة بالشعر وبین الممارسات الفنیة التی یندرج الشعر فی إطارها ومحیطها العام، وما تمثله من شعریة توازی شعریة النصّ، لأنها مصدر جذب وإغارء أو مصدر صدونفور وهذا حسب ذکاء الشاعر فی التعامل معه؛ وهذا ماکشفته السلسلة، تکونت الدارسة من ثلاثة فصول یسبق ذلک تمهید ومقدمة، التمهید کان فی المتن المدروس ومنهجه، أما الفصل الأول فکان فی مفهوم عتبات القصیدة المعاصرة فی سلسلة نقد الشعر الآن ویتکون من مبحثین الأول مفهوم المصطلح قبل سلسلة نقد الشعر الآن، والثانی مفهوم المصطلح فی سلسلة نقد الشعر الآن، أما الفصل الثانی کان عنوانه: أنواع العتبات فی سلسة نقد الشعر الآن، ویتألف من مبحثین الأول العتبات الخارجیة والثانی العتبات الداخلیة، والفصل الثالث والأخیر کان فی الوظائف التی تنطوی تحتها العتبات، وأیضاً تکون من مبحثین الأول فی الوظائف المقترنة بالسیاق الخارجی، والثانی فی الوظائف المقترنة بالسیاق الداخلیّ، ثم جاءت الخاتمة ومن بعدها قائمة المصادر والم ارجع. ووجدنا فی سلسلة نقد الشعر الآن خطاباً مثیاًر وباراًز فی هذه الإحالات التی وجهها الناقد د. رحمن غرکان، فکانت هذه التجارب الشعریة قبل هذه السلسلة إلى حدّما مضللة، مخادعة، مخاتلة، وزئبقیة ویصعب على المتلقّی-أحیاناً- القبض على دلالاتها الهاربة، وکل ذا وفق غائیّة یُحدّدها الکاتب ویکون له \\\\\\\\\\\\\\\"قصد\\\\\\\\\\\\\\\" من وارء ذلک على القارئ الفطنان یقع علیه، وهذا أحاطت به وکشفت عنه السلسلة.

کلمات کلیدی