إن التقنیات السردیة تلعب دورًا محوریًا فی تشکیل بنیة النص وتأثیره على القارئ، والکاتب یستخدمها لنسج حکایته، وإیصال أفکاره. فهی التی تُعدّ أدوات مهمة لفهم وتقدیر النصوص السردیة، تقصد إلى دراسة بناء الحبکة بهدف التعبیر عن جزء من تفاصیل العملیة السردیة، واتباع قواعد النوع الأدبی أو تخریبها، واستخدام طرائق سرد القصص والتقنیات اللغویة المختلفة، فالرسالة القشیریة نموذج یحتذى به لتطبیق النظریة السردیة علیها لما تحمل بین جنباتها أخبارًا وحکیًا بوصفه جزءاً لا یتجزأ من العملیة السردیة، واعتمد هذا المقال على المنهج التحلیلی لتفکیک تلک النصوص، ویهدف إلى بیان التقنیات السردیة فی الرسالة القشیریة من: تقنیة الزمان والمکان والصوت وتقنیة الحبکة وغیرها، وتوصّل إلى أن عبدالکریم القشیری أجاد استخدام هذه التقنیات خاصة الصوت، حیث ینوی إلى نقل صوته الخاص وأصوات الشخصیات الأخرى، بقصد فتح قنوات التواصل مع حواس المتلقی، وإعطائه القدرة على الدخول إلى الفضاء الفکری الذی یقوم بموجبه تکوین السرد، کما أنه أحسنَ فی توظیف عناصر السرد.

کلمات کلیدی